العرض في الرئيسةفضاء حر

انهيار الاحلام الكبيرة للعرب..

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

انهارت الاحلام الكبيرة للعرب التي شكلت لبعض الوقت يوتوبيا جميلة اردنا معها -ولانزال- ان تنهض مجتمعاتنا وتخرج من اقبية العصور الوسطى وعقلية البداواة وكان القدر داعما لارادة الشعوب في مرحلة تحرر اعقبها بعض الانجازات وكثير من الاخفاقات ..تتابعت الاخفاقات بفعل تغير في طبيعة النخبة الحاكمة التي نسجت تحالفات مع مجموعات شكلت مراكز قوى تصنع الفساد وتعممه وفق وظيفتها كوكيل للخارج الكولونيالي في سياق فشل تنموي وتعثر في مسار التحول الديمقراطي وتغييب فاعلية الدولة واضعاف مؤسساتها وتهميش الثقافة الوطنية مقابل السماح بثقافات فرعية جهوية ومذهبية واصولية .

هنا كان الخارج -ولايزال- يخطط لاغراق المنطقة بالفوضى وفق اجندة تتطلب هدم الدولة الوطنية ومارافقها من تطلع سياسي وتنموي وحضاري والارتداد بالافراد والمجتمعات نحو هويات ماقبل وطنية باعتبارها تمثلات واقعية لحالات الاحتراب والاقتتال الاهلي ..

هذه الفوضى صنعتها دوائر غربية امريكية استنادا الى دراسات هامة قدمها متخصصون بالشرق الاوسط منهم برنارد لويس ، هانتجتون ، كلاهما جعلا من العرب -الاسلام – دائرة تصادم حتمية مع الغرب ..

واقعنا العربي واليمني خصوصا يظهر بؤس لاحدود له معاشا في اللحظة من قبل الافراد والشعوب حيث الازمات الاقتصادية والاحتراب الاهلي والعدوان الخارجي والتطرف مع غياب للدولة التي تم السيطرة على مؤسساتها من قبل لاعبين جدد لااجندة وطنية لديهم ..

العرب يعيشون اليوم مآساة كبيرة اذا لم يتداركوا مخاطرها لن تبقي لهم كيانات قائم سياسيا واجتماعيا ..مع هذا الامر الخطير جميع النخب العسكرية والحزبية ،الحكومية والمليشاوية وغيرهم يتقاتلون لغايات خاصة تظهر جليا في مساومات تعلي من المحاصصة والغنيمة وتغيب معها قضايا الوطن والشعب ..

وقد كتبت مرارا خلال عشر سنوات ان المنطقة تشهد فوضى مخطط لها امريكيا بغية هدم الدولة الوطنية وتعويم الدولة والمجتمع وفق هويات ماقبل وطنية تعزز من حالات عدم الاستقرار ، هنا تصنع امريكا وحلفائها نخب جديدة تتولى مع الامريكان اعادة بناء اشكال فضفاضة من الدول المهترئة مقابل قوة مراكز الصراع الجهوية التي تشكل سلطات امر واقع ..

وللعلم سيتم تعميم الفوضى خلال العام الجاري نحو بلاد المغرب العربي والسودان ومصر مع خلق اهتزازات امنية كبيرة داخل السعودية كمجال للابتزاز الامريكي لها ..وربما يدخل الخليج كله في مواجهة مع ايران ضمن سياق دولي للعبة تعيد رسم ملامح جيوبوليتكية جديدة تظهر معها دول ونظم لم تكن حاضرة قبل هذا المشهد ..

يمنيا ما حدث خلال عام دمر حلم اليمنيين بدولة مدنية وبمؤسسات ترتفع بالمجتمع خارج القبيلة والمذهبية نحو مواطنة متساوية الامر الذي يجعل من القادم اسوأ كابوس سياسي يطلب من اليمنيين التعايش معه والتكيف مع معطياته وهو كابوس يتم فرضه اقليميا وامريكيا …..

اخيرا .لانمتلك الا ان نتعلق بقليل من الامل فنقول معه …..

نعم من اجل اليمن ..نعم من اجل الاستقرار واعادة بناء الدولة واحترام الشعب وتاريخه الحضاري ..؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى